الخنزوري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع يختص بالعشيــرة وقبيـلة الشحوح ورجالها ومناطقها فـي رؤوس الجبال


    تاريخ وحضارة / الإمارات 5000 عام من الحضارة / حركات الردة وفتنة دبا

    avatar
    ذيب الشحوح


    المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 10/09/2010

    تاريخ وحضارة / الإمارات 5000 عام من الحضارة / حركات الردة وفتنة دبا Empty تاريخ وحضارة / الإمارات 5000 عام من الحضارة / حركات الردة وفتنة دبا

    مُساهمة  ذيب الشحوح الجمعة سبتمبر 10, 2010 6:07 am

    شبكة الرحال الاماراتية وتسير عجلة التاريخ لترسم لنا أحداث المنطقة وتاريخها الجديد ألا وهو التاريخ الإسلامي ، فتظهر مدينة ( دبا ) وتحدث فيها فتنة كبرى ونكبة عظمى .
    كانت المنطقة كلها تنعم بالإسلام برعاية واليها وراعيها عمرو بن العاص ، وبعد مديح الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لأهلها وشعبها ، ومباركة أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) لها بقوله : " لقد بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى عمان عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح ، فأجبتموه إذ دعاكم على بعد دياركم ، فأي فضل ابر من فضلكم .. ؟ وأي فعل اشرف من فعلكم .. ؟ ".
    إلا ان الشيطان أخذ اللعب في بعض رؤوس الفتنة والضلالة ووسوس لها بالجهالة والحماقة ، فقد بدأت الحركة المضادة للإسلام تظهر أولا في اليمامة المجاورة للإمارات ، ففي السنة العاشرة للهجرة كان حاكم اليمامة المسلم ثمامة بن آثال الحنفي ، فظهر في ذلك العام كافر اسمه مسلمه بن حبيب ادعى بأنه شريك الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في النبوة فرده الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وسماه مسيلمة الكذاب ثم ظهرت سجاح التميمية فادعت النبوة وتزوجت مسيلمة الكذاب ، كما ادعى النبوة طليحة الاسدي في إطراف نجد وكذلك فعل الأسود العنسي في اليمن .
    ولا بد من الإشارة هنا إلى أن حركات الردة قد اتخذت من البحرين وما حواليها من المناطق مراكز وقواعد لها . ويعزو المفكرون سبب ذلك إلى الموقع الجغرافي للمنطقة فهي مفصولة عن مكة والمدينة ببادية الدهناء وصحراء الربع الخالي . كما ان قربها من إيران التي لم تكن دخلت الإسلام حينذاك قد جعل دعاة المجوسية وعملاءها ينشطون في حث بعض الذين بقى في قلوبهم مرض على الردة والانفصال ، فكانت بلدة ( دبا ) من المراكز التي اتخذها رجل ادعى الملك والنبوة ولقب نفسه بذي التاجين ، وقيل ان اسمه لقيط بن مالك .
    يقول ابن الأثير في الكامل في التاريخ عن ذكر قدوم عمرو بن العاص من عمان ، انه عندما لبى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نداء ربه وذهب للقائه ، غادر حاكم عمان عمرو بن العاص البلاد بعد ان اجتمع بالأخوين عباد وجيفر الجلندي وهما ملكا عمان قبل الإسلام وأخبرهما بعزمه على الذهاب إلى المدينة ليشارك الناس مصابها في فقدان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وسلمهما القيادة والزعامة وارتحل سالكا طريق دبا ثم الإمارات الحالية ومتجها إلى ساحل قطر والقطيف وهو المسمى بالبحرين ، وقد لاحظ عند مروره وجود التجمعات المنشقة والكوادر الشريرة في تلك الأرجاء .
    وعندما وصل إلى مقر الحاكم البحراني المنذر بن ساوي العبدي وجده في فراش الموت يعاني سكراته الأخيرة ، وقد ارتبكت الأمور بشكل كبير ولم تعد هناك سيطرة إسلامية على المنطقة . فقرر الإسراع بالعودة إلى المدينة لشرح الموقف إلى أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ، وفي طريقه نزل ضيفاً على زعيم من زعماء بني عمر في المنطقة واسمه قرة بن هبيرة ، وفي خلال اللقاء صرح قرة لعمرو قائلا : : " يا هذا ان العرب لا تطيب لكم نفسا بالإتاوة فان أعفيتموها من أخذ أموالها فستسمع لكم وتطيع وأن أبيتم فلا تجتمع عليكم " ، وكانت العبارة إشارة واضحة من قرة بالثورة .
    فلما سمع عمرو ذلك أيقن بأن الثورة المضادة السوداء لا بد وأن تقوم في أي لحظة ، فأسرع إلى المدينة واجتمع فور وصوله بعلي وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمن وسعد وأخبرهم بأن العساكر ( عساكر المرتدين ) معسكرة من ( دبا ) إلى المدينة .
    أما البلاذري في ( فتوح البلدان ) والطبري في ( تاريخ الأمم والملوك ) فيذكران أن ذا التاجين أعلن الثورة في ( دبا ) وتقدم على رأس جيشه نحو بلدة ( صحار ) عاصمة عمان حينذاك فلم يستطع الحكام أولاد الجلندي مقاومة زحف جيش لقيط فتركا البلدة وانسحبا بقواتهم إلى الجبال ومن هناك كتب جيفر الجلندي إلى أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) يخبره بما حل بعمان والمنطقة .
    كان أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) يواجه موقفا عصيبا ، فعلاوة على ما حدث في عمان فان البحرين أعلنت الثورة بقيادة رجل اسمه المنذر بن النعمان بن المنذر الملقب ( بالغرور ) ونصب نفسه ملكا هناك ، وسلم الغرور قيادة جيشه إلى رجل اسمه الحطم بن ضبيعة ، فقام الحطم بتوزيع وحدات جيش الردة على طول الساحل بين الهجر والقطيف .
    وانهار الموقف بشكل خطير على جبهة اليمامة فلقد تمكن مسيلمة الكذاب من دحر الجيش الذي بعثه أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) بقيادة عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة ، فأصدر أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) تعليماته إلى القائدين بجمع فلول جيشهما والتوجه فورا إلى عمان لمعالجة الموقف هناك ، أما جبهة اليمامة فقد أوصى أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) حاكمها الأصلي ثمامة بن آثال الحنفي بمشاغلة جيش مسيلمة الكذاب إلى حين صدور تعليمات جديدة .
    وعلى طول الساحل كان البطل العلاء الحضرمي يقاتل شراذم قوات الحطم بن ضبيعة . وقد تغير الموقف العسكري في الجبهة عندما وصل إلى ميدان المعركة سيف الله المسلول خالد بن الوليد الذي تمكن من إعادة تنظيم قوات العلاء ودمجها بقواته وهاجم أولا الحطم بن ضبيعة الذي هرب بفلول جيشه نحو البحر والتجأ إلى سفن هناك نقلته إلى جزيرة اسمها ( دارين ) فلما وصل العلاء الحضرمي الخزرجي إلى البحر وعلم أن الحطم قد لجأ إلى جزيرة دارين تقدم بفرسه نحو البحر وهو يهتف : الله اكبر وغطت المياه قوائم فرسه فلم يتردد في التقدم فتبعه جيشه وخاضوا غمار اليم وهم على ظهور الخيل ، وفي جزيرة دارين اشتبكوا مع الحطم وانتهت المعركة بمقتله .
    أما خالد بن الوليد فقد لاقى جيوش المرتد مسيلمة الكذاب في بلدة ( عقرباء ) في اليمامة حيث مزقها شر تمزيق ، وكانت الساعات الأخيرة في حياة مسيلمة الكذاب عندما تراجعت فلول من تبقى من جيشه إلى حديقة تعود إليه اسمها حديقة الرحمن حيث دارت المعركة الأخيرة التي انتهت بمصرع مسيلمة الكذاب وإلقاء جثته في بئر الحديقة وسمى المسلمون تلك الحديقة ( بحديقة الموت ) لكثرة من مات فيها .
    أما الموقف على جبهة دبا وعمان فلقد اختار الصديق قائدين من قواده لقيادة الجيش الإسلامي المتوجه إلى جبهة عمان وهما : القائد حذيفة بن محصن الغلفاني ويسمى بحذيفة بن محصن البارقي أيضاً ، والقائد الآخر كان عكرمة بن أبي جل بن هشام المخزومي ومعه عرفجة البارقي أيضاً .
    وكانت تعليمات أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) أن يتوجه الجيش الإسلامي إلى عمان وأن يتصل فوراً بالأخوين الجلنديين للتنسيق ثم يقوم الجميع بالهجوم واكتساح قوات لقيط الممتدة من صحار في عمان إلى دبا في الفجيرة في يومنا هذا .
    وفي يوم الهجوم كانت وحدات الجيش الإسلامي القادم من الحجاز ووحدات جيش أولاد الجلندي ومعهما أبناء العشائر والقبائل في المنطقة تتقدم وهي تدحر أمامها قوات لقيط المنهزمة باتجاه دبا .
    وفي دبا حدثت المعركة الأخيرة فكانت مذبحة مات فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل بين الطرفين وانتهت بمصرع رأس الفتنة لقيط ذو التاجين وما زالت قبور ضحايا تلك المعركة الرهيبة شاهدة إلى يومنا هذا في مقبرة أمير الجيوش بالقرب من دبا .
    ولما استتب الأمر هناك عاد عكرمة ومعه عرفجة . أما حذيفة فلقد أقام في دبا التي صار اسمها الآن ( دبا البيعة ) وتقابلها ( دبا الحصن ) كما هي عليه في يومنا هذا . تلك كانت قصة فتنة ( دبا ) وما جرت إليه من ويلات ودماء وهي القصة التي أوردها البلاذري والطبري .
    وعلى زمن الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أسندت ولاية الساحل العربي من عمان إلى البحرين إلى عثمان بن العاص ، فقام عثمان هذا بإعادة أولاد الجلندي إلى عرش عمان ، أما هو فلقد قرر أن يكون متنقلا بين عمان ومنطقة الإمارات الآن وقطر فقطيف فهجر ثم جزيرة البحرين .
    وما أن حل عام 637 الميلادي حتى كان عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يعد الخطط لفتح فارس وتخليصها من الكفر وعبادة النار ، وكانت خطته ان يوفد جيشا بريا بقيادة سعد بن أبي وقاص إلى العراق الذي نازل الفرس في معركة القادسية المعروفة ولكي يشتت قوات فارس ويخفف الضغط على قواته في القادسية ، فكر عمر ( رضي الله عنه ) بمهاجمة إيران من مناطق الخليج العربي الأخرى وفتح جبهة في سواحلها هناك .
    لم تكن المهمة سهلة خاصة وأنه سبق لحاكم البحرين السابق العلاء الحضرمي الخزرجي أن قام باندفاع ذاتي من عنده ودون الرجوع إلى موافقة الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) بركوب البحر من قطيف واتجه بأسطوله نحو سواحل إيران وتمكن من النزول إلى البر إلا انه جوبه بمقاومة فارسية جبارة هزمت جيشه فعاد فاشلا إلى البحرين مما أدى بعمر ( رضي الله عنه ) أن يعفيه من منصبه وأن يسحبه إلى المدينة فلذلك كان على عمر ( رضي الله عه ) ان يهاجم من مواضع أكثر استراتيجية وفعالية في إيران فأصدر أوامره إلى حاكم ساحل الخليج العربي وعمان عثمان بن أبي العاص بمهاجمة الفرس على أن تكون أهدافه الأولى هي مداخل الخليج من ناحية هرمز .
    فلما استلم ابن أبي العاص أوامر عمر ( رضي الله عنه ) قرر أن يتخذ من مدينة جلفار ( رأس الخيمة الآن ) نقطة تجمع لجيشه البالغ حوالي ثلاثة آلاف مقاتل من أزد عمان وبني عبد قيس من البحرين وبقية عرب المنطقة . ومن هناك من جلفار ( رأس الخيمة ) ركب الجيش المسلم البحر متجها نحو جزيرة ( كاوان ) أي جزيرة قشم حالياً . وتقع جزيرة قشم في مدخل الخليج العربي مقابل ميناء بندر عباس وهي أقرب إلى بر فارس منها إلى بر الإمارات وتسيطر بموقعها هذا على فم الخليج ولذلك فقد كانت مقرا وقاعدة للأسطول الفارسي العامل في الخليج . واستطاع عثمان بن أبي العاص أن يباغت الأسطول الفارسي وان يطوق الجزيرة مما أجبر القائد الفارسي على الاستلام .
    فلما علم يزدجرد الفرس بنبأ سقوط قشم بيد العرب أصدر أوامره إلى حاكم منطقة كرمان وهو الأمير ( شهرك ) الذي تسميه العرب ( شهرك بن الحمراء ) بطرد العرب واحتلال الجزيرة . فأعد الأمير شهرك جيشا بلغ تعداده أربعة آلاف مقاتل اتجه بهم بحرا نحو الجزيرة وتمكن من النزول على أرضها ، ولكن عثمان كان قد أعد له كمينا في مواضع دفاعية في الجزيرة وباغته بهجوم شديد بينما كانت أكثر القوة الفارسية بين البر والبحر فاندحر جيش الأمير شهرك بين قتيل وغريق كما قتل شهرك نفسه .
    ولما بلغت أنباء ذلك النصر الذي أكمل نصر القادسية إلى عمر ( رضي الله عنه ) فرح به واختار رجلا من أهل المنطقة ، والغالب فيه أنه من الشحوح ، وسلمه منصب قاضي المحاكم الإسلامية في البصرة ، وكان ذلك الرجل هو كعب بن سور والذي ينتهي نسبه إلى الحارث بن مالك بن فهم الازدي
    ثم عم الهدوء والسلام إرجاء عمان والإمارات والساحل العربي على خلافة ذي النورين عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) . وفي خلافة علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، جرى انشقاق الخوارج ، ثم نزوحهم جنوبا سالكين طريق الساحل البحري على الخليج ومرورهم بقطر ثم الإمارات ثم عمان . والمصادر التي لدينا تقول ان عمان سقطت بيد الخوارج فترة من الزمن .
    ويبدو أنه في خلافة علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، كانت عمان لا تزال تحت حكم ملكها عباد بن عبد الجلندي ، لكن جيشا خارجيا بقيادة نجدة بن عامر الحنفي وعطية بن الأسود الحنفي تمكن من الدخول إلى عمان وقتل ملك عمان .
    ولا يمكن معرفة المدة التي بقى فيها الحنفيان الخارجيان في الحكم أو حصر الإحداث التي حدثت في عهدهما ، لكن ولدي عباد وهما سعيد وسليمان تمكنا من إعادة تنظيم وتجميع قوة عمانية هاجما بها الخوارج ودحروهم إلى خارج المنطقة وأعلنا استقلال عمان .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 6:17 am